قال رئيس جامعة فرهانجيان في مؤتمر الإيسيسكو [منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة]
المعلم هو العامل الرئيسي في تطور نظام التعليم
صرح رئيس جامعة فرهنجيان، مؤكدا على مكانة ودور المعلم والاهتمام بالتطوير الجذري لنظام التعليم في إيران: المدرسة هي مركز التطور في نظام التعليم والمعلم هو العامل الرئيسي في ذلك.
بحسب تقرير قسم العلاقات العامة لجامعة فرهنجيان؛ أعرب رضا مراد صحرايي، في كلمته أمام مؤتمر الإيسيسكو المنعقد يومي 19 و20 مارس/آذار 2023م في باكستان، بعد نقله تحيات وزراء التربية والعلوم والبحث والتكنولوجيا والثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عن وجهات نظره حول التربية والتعليم والعلوم والثقافة.
وبعد الإشارة إلى دور المعلم ومكانته، قال: يمكن التنبؤ بمستقبل أي بلد من خلال الوضع الحالي للتعليم فيه، والمعلم هو العنصر الأساسي والعامل في تطور التعليم.
وأضاف رئيس جامعة فرهنجيان مؤكداً على أهمية وفعالية مهنة المعلم: إن عمل المعلم مهم ومؤثر لدرجة أن الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) اعتبر نفسه معلماً.
ووصف المعلم بأنه موضع تأكيد ومحور اهتمام وثيقة التطور الأساسي لنظام التعليم في إيران وأشار إلى أن المدرسة هي مركز التطور في هذا النظام والمعلم هو العامل الرئيسي فيه.
وفي إشارة إلى جامعة فرهنجيان التي مهمتها تدريب معلمي المستقبل في البلاد، أوضح صحرايي: في هذه الجامعة، يتم استخدام المنهج التوحيدي لتدريب معلمي المستقبل في البلاد، وهو يقوم على أسس التربية الإسلامية، وعلى حد تعبير المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، "يتم بناء شخصية المعلمين هناك".
وأشار إلى أن 100 ألف طالب-معلم يدرسون في مختلف فروع هذه الجامعة في جميع أنحاء إيران، وقال: يتم قبول طلاب هذه الجامعة من بين الطلاب المتفوقين والممتازين في مدارس البلاد ومن خلال امتحان قبول وطني شامل.
قد رحب رئيس جامعة فرهنجيان في كلمته بتبادل الخبرات واعتبرها سببا للتقدم في نظام التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي، وأعلن استعداد جامعة فرهنجيان لعقد اللقاء الأول للأساتذة الناجحين والمتميزين للعالم الإسلامي إذا وافقت عليه المديرية العليا للإيسيسكو، وأضاف: إن من نتائج هذا المؤتمر هي الدبلوماسية النخبوية.
وبالإشارة إلى النتائج التي توصل إليها وتجاربه المعاشة في تدريس اللغة الفارسية، ذكر المفردات المشتركة بين اللغة الفارسية واللغة العربية ولغات العالم الإسلامي الأخرى، وقال: كلمات كل لغة هي مرآة شاملة لثقافة المتحدثين بتلك اللغة، وهذه الكلمات المشتركة هي دليل وعلامة على علاقاتنا الثقافية والدينية العميقة، ولفهم القواسم الثقافية المشتركة بين الشعب الإيراني والدول الإسلامية الأخرى، يكفي الانتباه إلى الكلمات الفارسية الموجودة في هذه اللغات.
وعد صحرايي اللغة الفارسية اللغة الثانية في العالم الإسلامي، وأشار إلى دورها في انتشار الإسلام من الشرق إلى الغرب، فقال: إن العديد من دول العالم، وخاصة في شبه القارة الهندية والصينية، تعرفوا على الإسلام أولا من خلال اللغة الفارسية، وأن أحد أسباب قيام اللغة الفارسية بهذا الدور هو ارتباطها العميق والوثيق باللغة العربية.
ومن خلال اقتراح تطوير العلاقات الأكاديمية على أساس الحوارات اللغوية لجامعات العالم الإسلامي، صرح: إن حوارنا حول لغاتنا الوطنية وعلاقاتها مع بعضها البعض له أثران مهمان؛ أولاً، إنها تعرفنا على لغات بعضنا البعض، وثانيًا، تجعلنا نفهم بعضنا البعض بعمق ونفهم تاريخنا وثقافتنا المشتركة.
وقال رئيس جامعة فرهانجيان: إن ظاهرة العولمة أيضا، التي اكتسبت زخما متزايدا مع الإمبريالية اللغوية (Linguistic Imperialism) لأمريكا وإنجلترا، تسببت في ابتعاد الأجيال الجديدة تدريجيا عن ثقافة البلاد الغنية وتاريخها المشرق ونسيان اللغات الأم وخلق فجوة واسعة بين الأجيال في المجتمعات.
وقال معتبرا تطوير العلاقات بين الثقافات أحد الأهداف المهمة للإيسيكو: إن جهودنا في دراسة وتعلم لغة بعضنا البعض يمكن أن تكون جسرًا إلي ديننا وثقافتنا وتاريخنا التي نتشارك فيهم.
واعتبر صحرايي اللغة، باعتبارها المرآة الرئيسية للثقافة، أفضل نافذة لفتح العلاقات بين الثقافات وتابع: اللغة، وخاصة اللغة الأم، هي التراث الأكثر قيمة لكل أمة. إن دراسة اللغات واستخدامها من قبل الناس العاديين والنخب تجعلها تنجو وتنتعش.
وبعدما أشار إلي أنه ما دامت لغة أمة حية فإن ثقافتها وتاريخها وأسسها الاجتماعية لا تزال حية، قال: والعكس صحيح أيضًا. لذلك دعونا نحاول جميعًا الحفاظ على لغاتنا الوطنية والأم حية، وهذه القضية لا تتعارض مع تعلم اللغات العالمية؛ بل هي نوع من الاستقلال الفكري والثقافي الذي يحتاجه العالم اليوم بشدة.
وشدد رئيس جامعة فرهنجيان على مكانة الأسرة خاصة في الثقافة الدينية والوطنية للمسلمين، واعتبر تأثير المعلم وبقاء اللغة الأم مرهونين بها، وقال: قوة الأسرة هي الضامن لصحة المجتمعات لأن المكان الأساسي للتربية الإنسانية هو الأسرة.
وذكر حضن الأم كمدرسة الإنسان الأولى واللغة الأم كوسيلة تعليمية أولى للبشرية وصرح: الأسرة السليمة من أهم عناصر نقل الثقافة وإحلال السلام في المجتمع.
وقال صحرايي إنه لسوء الحظ واجه مفهوم الأسرة في عالم اليوم خطراً جسيماً للغاية تحت تأثير الثقافات المستهترة والركيكة الجديدة، وتابع: إن أنماط الحياة الغربية الجديدة تسعى إلى هدم التركيبة الأساسية للأسرة وتشويه مفهومها الأساسي.
وأشار إلى تقديم الثقافة الغربية تفسيرا جديدا لحقوق المرأة لا يتناسب مع أسس أي دين سماوي، والذي قد دمر مفهوم الأسرة عملياً، وأضاف: في هذا التعريف دور الأب كعماد الأسرة يتضاءل يوماً بعد يوم، وقد وصل الأمر إلى حد الاعتراف رسمياً بالعائلات التي لا أب لها.
وهذا التعريف للأسرة مؤشر واضح على محو الحب وقحط المودة في الثقافة الغربية.
ووصف رئيس جامعة فرهنجيان الأسرة بأنها الكلمة الطيبة في الثقافة الإسلامية وتكوينها واجب وقال: في هذه الثقافة يعتبر الزواج نعمة إلهية ثمينة لأنه يسبب نقل الثقافات والحضارات.
وإذ ذكر أن تشويه مكانة الأب في الأسرة يشكل خطرا جسيما يهدد كل الثقافات الأصيلة والعميقة الجذور، أكد على أهمية دور الإيسيسكو في إحياء مفهوم الأسرة بمعناه الأصلي وأيضا إحياء مكانة الأب فيها.
وأوضح صحرايي: نظراً لسرعة التغيرات الاجتماعية، هناك خوف من أن يجد التعريف الفاسد لمفهوم الأسرة في المدارس الغربية طريقه إلى مجتمعاتنا الإسلامية أيضاً، فيجب أن ننشر تعريفنا الأصلي والدقيق للأسرة إلى العالم ونمنع انتشار مثل هذا الفساد في المجتمع العالمي.
وشدد كذلك على ضرورة تقديم التعريف الإسلامي الأصيل للمرأة ومكانتها كأم للعالم، وأعلن استعداده لعقد حدث عالمي لنشر رؤية الإسلام للمرأة والأسرة.
واعتبر رئيس جامعة فرهنجيان أن الثقافة الإسلامية هي الحل للعديد من المشاكل الاجتماعية في العالم المعاصر، شريطة أن يتم عرض وجهة نظر الإسلام المحمدي الأصيل والخالص إلي المرأة والأسرة بشكل فعال للشباب والمفكرين في جميع أنحاء العالم.
وفي النهاية، أعرب عن تقديره للعمل الجدير الذي قامت به الإيسيكو في إنشاء شبكة النساء العالمات في العالم الإسلامي (NWSIM)، ووصف تعزيز هذه الشبكة بأنه خطوة مهمة في شرح مكانة المرأة الناجحة في العالم الإسلامي.